سور صنعاء القديمة

منها ما يتصل بالجهل والتخلف مما يجعل البعض يقوم بتخريب أجزاء من السور، أو البناء في موقع السور، ومنها ما يتصل بأعمال الحروب والغارات على المدينة وسورها إبان فترات الصراع السياسي الطويل الأمد للسيطرة على مدينة صنعاء، نظراً لأهميتها من حيث موقعها ودورها التاريخي، ويمكن ذكر مراحل بناء السور القديم والإضافات التي تمت، وأعمال الصيانة والترميم وفقاً لما تورده المصادر والمراجع التاريخية ومن المؤكد أن هنالك أعمال بناء لأجزاء من السور أو ترميمات لم يرد ذكرها وذلك كما يلي :

السور القديم بأبوابه الأربعة المعروفة وقد بناه الملك السبئي " شعرم أوتر " في أواخر (القرن الثاني الميلادي)، بداية (القرن الثالث الميلادي).

المراجع التاريخية تشير إلى أن أول من قام بترميم سور صنعاء القديم وإعادة بناء أجزاء منه بالحجر والجص هو الملك " علي بن محمد الصليحي "، وفتح فيه (سبعة أبواب) وكان ذلك في (القرن 6 هـ / 12م).

في عهد الدولة الأيوبية:-

 عند معرفة وسماع السلطان " علي بن حاتم الهمداني " (أحد حكام دولة بني حاتم) بقدوم " توران شاه الأيوبي " إلى صنعاء في سنة (570 هـ/1174م) قام بهدم السور وتكسير خنادقه، وفقاً لرواية المؤرخ " الحسن بن علي الخزرجي " التي أوردها فـي كتابه (العسجد المسبوك لمن ولي اليمن من الملوك)، وذلك بهدف جعل الأيوبيين مكشوفين عند دخولهم المدينة مما يمكن " بني حاتم" من شن غارات سريعة وخاطفة بما يشبه حرب العصابات وقد قام السلطان " طغتكين الأيوبي " بإعادة بناء السور في أواخر (القرن 6 هـ / 12م)، كما تم التوسع في العصر الأيوبي حيث امتدت باتجاه الغرب فيما عُرف ببستان السلطان فقد قام السلطان "طغتكين الأيوبي " بتسوير الجزء المستحدث ووصله بسور المدينة القديمـة، بحيث أصبحت السائلة محصورة بين السورين، ويبلغ عرض السائلة حوالي (30 متراً) وقد تم توصيل جزئي المدينة بواسطة جسور فوق السائلة, وذلك لتسني مرور الناس وأمتعتهم خاصة في الفترات التي تكون السائلة مليئة بمياه الأمطار.

  • في عهد العثمانيين:

    تم استحداث حي بئر العزب وتسويره، كما قاموا بعمل سور يضم منطقتي " بئر العزب " و" قاع اليهود " ـ عندما دخل حي القاع ضمن منطقة بئر العزب وكان هذا السور مبنياً من الطين والحجارة وفتحت فية العديد من الأبواب، وفي حوالي عام (1036 هـ /1626م) قام الوالي العثماني " محمد باشـا " بترميم سور مدينة صنعاء القديمة وإعادته على ما كان عليه، كما قام العثمانيون بترميم باب البلقة وإعادة بناؤه ما بين (1871 – 1879 ميلادية) وفي الفترة ما بين (1875 – 1880 ميلادية) قاموا كذلك بترميم باب اليمن.

ويبلغ طول السور (السور القديم + سور حي بئر العزب) حوالي (5 أميال) وفقاً لتقديرات أوردها المؤرخ " محمد بن أحمد الحجري " في كتابه مجموع بلدان اليمن وقبائلها، وقد بُني السور بكتل من الطين والحصى والتي تُعرف محلياً ـ بالزابور ـ وللسور أبراج مدورة يبلغ عددها حوالي (128 برجاً)، يبعد كل برج عن الآخر مسافة قدرها (50 متراً).


تم عمل هذا الموقع بواسطة